الجزائريون يجمدون عضويتهم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويشترطون استقالة الريسوني أو اعتذاره للعودة
انسحبت جمعية العلماء المسلمين الجزائرية من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إثر تصريحات رئيس هذه الأخيرة، أحمد الريسوني، والتي شدد من خلالها على أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، وأن علماء المملكة مستعدون "للجهاد" لو طلب الملك تنظيم مسيرة باتجاه تندوف، الولاية التابعة للجزائر حاليا والتي تستقر بها قيادات جبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وأُريد لقرار الانسحاب أن يكون ذا طابع رسمي، لذلك تولت إعلانه وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، والتي قالت إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قررت تجميد نشاطها في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "على خلفية التصريحات الاستفزازية التي أطلقها مؤخرا رئيس هذه الهيئة، المغربي أحمد الريسوني، ضد الجزائر"
ونقلت الوكالة عن عبد الرزاق قسوم، تصريحه للتلفزيون الجزائري عن تجميد نشاط الجمعية في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مبرزة أنه "اشترط للعودة تقديم اعتذار "صريح ودقيق" من رئيسها أحمد الريسوني أو استقالته من منصبه، كما دعا كل العلماء المسلمين إلى "تبني قرار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودعمه والحذو حذوها في المطالبة بتنحية الريسوني من منصبه".
وقبل ذلك، أصدرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بيانا أبدت فيه استغرابها من تصريحات الريسوني التي اعتبرت أنها "معادية للجزائر"، معتبرة أنها "لا تخدم وحدة الشعوب ولا تحافظ على حسن الجوار"، معتبرة أن "دعوته إلى ما يسمى الجهاد ضد الجزائر، فيه مخالفة شرعية صريحة لمفهوم الجهاد في الإسلام"، على حد تعبيرها.
وخلال برنامج حواري قال الريسوني الأسبوع الماضي "للأسف معالجة قضية الصحراء الآن تتم بمعزل عن الشعب، وهو ما جعل بعض المسؤولين يتوهمون أن إسرائيل تنفعنا"، وأضاف "لو كان الاعتماد على الشعب المكون من 35 مليون نسمة، فهو مستعد أن يجاهد بماله وبنفسه، وأن يتعبأ كما تعبأ في المسيرة الخضراء وأن يقطع آمال من يفكرون في فصل الصحراء أو في خلق أي مشكلة للمغرب".
وتابع قائلا "المغاربة مستعدون، لو دعا الملك إلى مسيرة، أن يتحركوا بالملايين، وإذا دعا للجهاد بأي شكل، نحن مستعدون، وعلماء ودعاة المغرب مستعدون أن يذهبوا ويقيموا بالأسابيع والشهور في الصحراء وفي تندوف"، وأورد "نحن لا نقيم مسيرة فقط إلى العيون بل إلى تندوف"، خالصا إلى أن "الدولة عوض أن تعتمد على الشعب اختارت أن تعتمد على إسرائيل وستكتشف السراب، وعسى أن تعود إلى الشعب لأن قضية كهذه لا بد فيها من العودة إلى الشعب وقواه وطاقاته التي لا نهاية لها".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :